للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أفعالنا أيضا، حق إن الشخص الواحد لا يماثل فعله اليوم فعله بالأمس وقال شيخ الإسلام القشيري: إن لفظة نحو لا تقتضي المساواة من كل وجه بخلاف لفظة مثل (١) كما تقدم، وقال في حديث: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول" إن لفظة مثل لا تقتضي المساواة من كل وجه فإنه لا يريد مماثلة في رفع الصوت وغيره (٢) انتهى.

وقال في كتاب الديباجة: والمراد بنحو وضوئي أن يكون عالما بأن الوضوء يمحو الذنوب بشرط تقدم التوبة فإنها إذا تقدمت وجاء الوضوء بعدها تمت فإن قيل التوبة وحدها مسقطة للذنوب فما فعل الوضوء؟

فالجواب: إن الوضوء متم كذلك لأنه نور على نور إذ به يعلم أن التوبة الأولى مقبولة وعلى كل حال فالأمر مشكل انتهى.

وقال بعض العلماء: رتب المغفرة على ثلاثة شروط:

الأول: الإتيان بنحو وضوئه ومراعاة الكيفية المذكورة من تثليث الغسل في الأعضاء والإتيان بغسل الكف والمضمضة والاستنشاق بأن نقص عن ذلك أو ترك هذه السنن وأتى بواجبات الوضوء احتمل حصول الثواب وحصول المغفرة لأن من أتى الواجب فقد أتى بنحو فعله فعلى هذا إذا توضأ مرة مرة ثم صلى غفر له ويحتمل منع الوصول لتفريطه في السنة بترك


(١) النجم الوهاج (١/ ٢٠٤).
(٢) إحكام الأحكام (١/ ٨٥)، وشرح الإلمام (٣/ ٥٠٦)، والإعلام (١/ ٣٤٧)، والنجم الوهاج (١/ ٢٠٤).