للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأول ألا يتخلله شيء وإن تأخر، وقيل الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولا وإن كان في صف متأخر، وهذان القولان غلط صريح (١) والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا" الاستهام الاقتراع كذا فسره الحافظ ومعنى الحديث لو يعلمون ما في التأذين والصف الأول من الفضل والثواب ثم لم يجدوا له طريقا إلا الاستهام أي الاقتراع وطلب السهم بالقرعة لاقترعوا حرصا ويحتمل أن كون المراد به الإقامة على تقدير المضاف وهو أوفق لما بعده أي لو يعلمون ما في حضور الإقامة ونحوها لأقام والوقوف في الصف الأول ولم يجدوا إلا بالسهام لاستهموا (٢).

تنبيه: فيه دليل لمالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء في العمل بالقرعة من القسم بين الزوجات وفي العتق والوصايا والقسمة ونحو ذلك وقد جاءت بها أحاديث كثيرة قال أبو عبيد: وقد عمل بالقرعة ثلاثة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يونس وزكريا ومحمد - صلى الله عليه وسلم - قاله ابن المنذر: واستعمالها كالإجماع من أهل العلم فيما يقسم بين الشركاء وقال: فلا معنى لمن ردها وأبطلها والمشهور عن أبي حنيفة إبطالها وحكي عنه إجازتها (٣) والله أعلم.


(١) شرح النووى على مسلم (٤/ ١٦٠).
(٢) تحفة الأبرار (١/ ٢٤٣).
(٣) شرح الصحيح (٨/ ٧٥ - ٧٦) لابن بطال، وشرح النووى على مسلم (١٧/ ١٠٣).