للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه" التهجير هو التبكير إلى الصلاة قاله المنذري أي صلاة كانت قاله الهروي وغيره، وخصه الخليل بالجمعة والصواب المشهور الأول (١)، وقال في النهاية: التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه. يقال: هجر يهجر تهجيرا، فهو مهجر، وهي لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة. وفي حديث الجمعة "فالمهجر إليها كالمهدي بدنة" (٢) أي المبكر إليها (٣)، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في الجمعة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا" فيه الحث العظيم على حضور الجماعة في هاتين الصلاتين والفضل في ذلك لما فيهما من المشقة على النفوس من تنغيص أول يومها وآخره ولهذا كانت أثقل صلاة على المنافقين وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة وقد ثبت النهي عنه وجوابه من وجهين:

أحدهما: أن هذه التسمية بيان للجواز وأن ذلك النهي ليس للتحريم.

والثاني: وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة لأن العرب كانت تستعمل لفظ العشاء في المغرب فلو قال "لو يعلمون ما في


(١) شرح النووى على مسلم (٤/ ١٥٨).
(٢) أخرجه البخارى (٩٢٩) ومسلم (٢٤ - ٨٥٠)، وابن ماجه (١٠٩٢)، والنسائى في المجتبى ٢/ ٣٠٢ (٨٧٦) و ٣/ ١٧٢ (١٤٠١) عن أبى هريرة.
(٣) النهاية (٥/ ٢٤٦).