للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأسرار (١)، ذكره النووي في شرح مسلم عن رويفع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال: من أراد أن ينجيه اللّه تعالى من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم ليجعل اللّه تعالى له بكل حرف منها وقاية من كلّ واحد (٢)، قال اللّه تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} وهم يقولون في أفعالهم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

تنبيه: الرحمن صفة مبالغة من الرحمة بنيت على فعلان لأن رحمته وسعت كلّ شيء، والرحيم يقال لمن كثر منه ذلك، وقال الفارسي: إنما جيء بالرحيم بعد استغراق الرحمن بمعنى الرحمة لتخصيص المؤمنين به في قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (٣) كما قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)} (٤) فخص بعد أن عم لما في الإنسان من أنواع الحكمة انتهي، قاله الكمال الدميري (٥).

تنبيه أيضًا: يتعلق ببسم اللّه الرحمن الرحيم: قال النووي في شرح مسلم (٦): قال الكتاب من أهل العربية إذا قيل باسم اللّه تعين كتبه بالألف وإنما تحذف الألف إذا كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم بكمالها وقال غيره


(١) كشف الأسرار (لوحة ٤).
(٢) راجع تفسير القرطبي (١/ ٩٢)، وابن كثير (١/ ١٢٠).
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٤٣.
(٤) سورة العلق، الآيتان: ١ - ٢.
(٥) النجم الوهاج (١/ ١٨٨).
(٦) شرح النووي على مسلم (١٣/ ١١٠).