للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لكثرة تكررها كذا علله أهل الأدب والكلام الآن على الحمد من وجوه، أحدها: في حد الحمد، والحمد هو الثناء الكامل على المحمود بذكر صفته الجميلة وأفعاله الحميدة سواء كان في مقابلة نعمة أم لا.

وقال الإمام فخر الدين في تفسيره (١): هو عبارة عن كلّ فعل يشعر بتعظيم المنعم لكونه منعما، والفعل إما بالقلب وهو اعتقاد كونه موصوفا بصفات الجلال، وإما باللسان وهو أن يذكر ألفاظًا دالة على اتصافه بصفات الكمال، وإما بالجوارح وهو أن يأتي بأفعال دالة على ذلك انتهي، الثاني: اختلف العُلماء هل الحمد المقيد أفضل أم المطلق؟ فذهب جمع من الخراسانيين إلى تفضيل الأول كقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (٢)، وقالوا: من حلف ليحمدن اللّه بأجل المحامد فطريقه أن يقول: الحمد للّه حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وذهبت طائفة من متكلمي المغاربة إلى ترجيح المطلق لتشعب جميع المحامد به، الوجه الثالث: التحميد أكمل من التسبيح كما قال الإمام فخر الدين، وأجاب عن تقديم التسبيح على التحميد في قوله عليه الصلاة والسلام سبحان اللّه والحمد للّه بأن الحمد يدلّ على التسبيح لأن معنى التسبيح التنزيه من النقائص والتحميد فيه مع ذلك أنه محسن إلى خلقه فهو أكمل، الوجه الرابع: نبه الإمام فخر الدين. في تفسيره على أن من قال: الحمد للّه فتحت له أبواب الجنة الثمانية لأن الحمد


(١) مفاتيح الغيب (١/ ١٩٧).
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٤٣.