للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للّه ثمانية أحرف وأبواب الجنة ثمانية لذلك الخامس في أحكام الحمد للّه وهو ينقسم أربعة أقسام واجب ومندوب ومكروه وحرام، أما الأول: فهو واجب في الجملة [تعلقا أي يتعلق بأسمع]، وعند المعتزلة عقلا، ومن أمثلة هذا القسم الابتداء به في الخطبة فإنه ركن فيها، وأما الثاني: وهو المندوب فمن أمثلته الخُطبة عند الخِطبة وعند العقد وعند ابتداء الدعاء وبعد الأكل والشرب والعطاس والخروج من الخلاء وعند النوم واليقظة ونحو ذلك، وأما الثالث وهو المكروه فمن أمثلته الأماكن المستقذرة تنزيها لها كالمزبلة والمجزرة والأحوال المستكرهة كفرط الشبع والنوم ومدافعة الأخبثين، وقد نص القرافي (١) - رحمه اللّه - على كراهة الدعاء في ذلك كلّه، وما أحسن ما حكي عن سري السقطي أنه بقي يستغفر اللّه تعالى ثلاثين سنة في قوله الحمد للّه لوقوع حريق ببغداد أتى على دورها ودكاكينها فبلغه أن دكانه سلم فحمد اللّه تعالى على ذلك ثم راجع نفسه وقال: كان الواجب أن يحزنني ما أصاب إخواني المؤمنين؟ وأما الرابع: فهو حرام على الفرج بوقوع معصية وأوجب بعض العُلماء في الأمور الدنيوية ليكون لها عاقبة محمودة واستحبه في الدينية لأنها طاعة.

قوله: اللّه: هو اسم للمعبود بحق الجامع لصفات الإلهية (٢) وهو الباري سبحانه وتعالى وهو أعظم الأسماء وأجمعها وأكثرها استعمالا ولذلك لم


(١) في الفروق (٤/ ٢٩٩).
(٢) المقصد الأسنى (ص ٦١).