للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)} (١)، ويقال لمتعلق القلب من الوتين النياط وسمي نياطا لتعلقه بالقلب وسمي الوريد وريدا لأن الروح ترده (٢) وحبل الوريد إذا قطع مات صاحبه (٣) واللّه أعلم.

قوله: أحمده، وهو أهل الحمد والتمجيد وقال المولى العلامة فخر الدين محمد الرازي (٤): الحمد للّه أولى من أحمد اللّه لأنه أعم فائدة لأنه تعالى كان محمودا قبل حمد الحامدين بخلاف الثاني فإنه يفيد حمده فقط والألف واللام في الحمد للّه لاستغراق الجنس أي الحمد على تنوعه للّه وهو يقتض الذم وتقدم على الحمد مبسوطًا.

قوله: وأشكره، الشكر مثل الحمد إلا أن الحمد أعم منه فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ولا تشكره إلا على معروفه دون طبقاته، والشكر مقابلة النعم بالقول والفعل والنية فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أنه موليها وهو من شكرت الإبل يشكر إذ إصابت مرعى فسمنت عليه قاله في النهاية (٥)، وقال في شرح الإلمام (٦): والذي يتحرر أن الشكر يطلق على الفعل والقول جميعا لقوله تعالى:


(١) سورة الحاقة، الآية: ٤٦.
(٢) الإبانة (٣/ ٧).
(٣) الكواكب الدراري (١٨/ ١٦٤).
(٤) تفسير الرازي (١/ ١٩١).
(٥) النهاية (٢/ ٤٩٣).
(٦) انظر شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (١/ ١١) لابن دقيق العيد.