للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (١)، ولقوله عليه الصلاة والسلام حين ذكر له عمله في قيام الليل "أفلا أكون عبدًا شكورًا" (٢) فالشكر مقابلة النعمة بالقول والعمل في الاعتقاد، قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا

وبينه وبين الحمد عموم وخصوص من وجه، ومنه: الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده، كما أن كلمة الإخلاص رأس الإيمان وإنما كان رأس الشكر لأن فيه إظهار النعمة أو الإشادة، بها، ولأنه أعم منه فهو شكر وزيادة، وفي حديث الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك انتهى.

فائدة: قال في تهذيب النفوس الشكر من أعلى المقامات وهو فوق الرضا فإنه يتضمن الرضا وزيادة، والإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر (٣) وحقيقته في العبودية ظهور أثر نعمة الله على [لسان] عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودًا ومحبة وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة (٤)، وحد الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، وقيل: الثناء على المحسن بذكر إحسانه (٥)، وقال الجنيد: الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة فشكر العامة على المنعم والملبس وقوت الأبدان وشكر الخاصة على التوحيد والإيمان وقوت القلوب (٦) انتهى، وقال


(١) سورة سبأ، الآية: ١٣.
(٢) أخرجه البخاري رقم (١١٣٠)، ومسلم رقم (٢٨١٩).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٢٣٢).
(٤) مدارج السالكين (٢/ ٢٣٤).
(٥) مدارج السالكين (٢/ ٢٣٤).
(٦) مدارج السالكين (٢/ ٢٣٥).