للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخر من كونه يبصق في ثوبه أو أراد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حكه من القبلة وهو في الصلاة وهو الظاهر (١) والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بال أحدكم يقوم مستقبل القبلة" أو قال: "فيتنخع أمامه" بفتح الهمزة أي: قدامه، لعل النهي عن البصاق أمامه بكونه مناجاة لله، قاله في حديث ابن عمر في أول الباب، فإن الله قبل وجهه إذا صلي، أي: الجهة التي عظمها ولا منافاة بين هذا الحديث، فإن المراد إقبال الله على المصلي قال صاحب المفهم: إنه لما كان المصلي توجه بوجهه وقصده وكليته إلى هذه الجهة نزلها في حقه منزلة وجود الله تعالى فيكون هذا من باب الاستعارة كما قال في الحجر الأسود: "يمين الله في الأرض" أي: بمنزلة يمين الله، وقد أول الإمام أحمد بن حنبل هذا الحديث قال الإمام أبو عبد الله القرطبي، وقد يجوز أن يكون من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه فكأنه قال: مستقبل قبلة ربه أو رحمة ربه (٢).

قال النووي: معنى الحديث، فإن الله قبل الجهة التي عظمها، وقيل: فإن قبلة الله وقبلة ثوابه ونحو ذلك [فلا يقابل هذه الجهة] بالبصاق الذي هو الاستخفاف لمن يبزق إليه وتحقيره (٣)، فإن قلت: ما معنى كون


(١) هذا وهم من المُصَنِّف فهو يشعر أن الكلام السابق لابن عبد البر وإنما هو تعليق ابن العراقى على قول ابن عبد البر: العمل القليل لا يضرها. انظر طرح التثريب (٢/ ٣٨٦).
(٢) المفهم (٥/ ٨٩ - ٩٠)، وطرح التثريب (٢/ ٣٨٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (٥/ ٣٨).