للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سؤال: لم كان اسم محمد - صلى الله عليه وسلم - أربعة أحرف ولم كان [م ح م د] ولم كان على هذا الترتيب والشكل الخاص؟

الجواب: أما الأول وهو أن جعل اسمه أربعة أحرف فقال النيسابوري: لأنَّ اسم الله تعالى أربعة أحرف فجعل اسمه أربعة أحرف ليوافق اسم الله تعالى، وقد قرن الله تعالى اسم محمد - صلى الله عليه وسلم - باسمه في الشهادتين أثنى عليه بذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} (١) أي لا أذكر إلا وتذكر معي، وقال حسان في هذا المعنى بمدحه - صلى الله عليه وسلم -:

أغر عَلَيْهِ للنبوة خَاتم ... من الله من مشهود يلوح وَيشْهد

وَضم الإلَه اسم النَّبِي إِلَى اسْمه ... إِذا قَالَ فِي الْخمس الْمُؤَذّن اشْهَدْ

وشق لَهُ من اسْمه ليجله ... فذو الْعَرْش مَحْمُود وَهَذَا مُحَمَّد (٢)

وأما حروف اسمه ومعانيها فقال قوم: إن معنى الميم محق الكفر بالإسلام أو محو سيئات من أتبعه، وقيل: الميم منة الله على المؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم - دل عليه قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (٣)، وقيل: منذر ومبشر، وقيل: الميم ملك أمته، وقيل: الميم المقام المحمود، وأما الحاء قيل لحكمه بين الخلق بحكم الله، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ


(١) سورة الشرح، الآية: ٤.
(٢) البداية والنهاية (٦/ ٢٨٥)، الخصائص الكبرى (١/ ١٣٤).
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٦٤.