للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المباهاة المفاخرة.

قوله: فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، الحديث؛ في هذا الحديث إثبات الثواب فى الخطا في الرجوع من الصلاة كما ثبت في الذهاب (١).

فائدة: قال ابن الصلاح والنووي رحمهما الله: وفي هذا الحديث رد على الإمام الغزالى في الرجوع من المسجد ليس بقربة بدليل إنه لا يكره الركوب في الرجوع من الجنازة وغيرها، فإن قيل: لعل أبا المنذر أبي بن كعب كان يقصد الرجوع للصلاة في المنزل أو حينئذ فيكون قاصد للعبادة فلأن يدخل فيه من رجع لغير قصد العبادة، ويدل على أنه قصد العبادة قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل صلاة المرء في بيته" والظاهر منة حال الصحابة رضي الله تعالى عنهم الأخذ بالأفضل، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان" قلنا: نعم، قال: "فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان" (٢)، قال: فالجواب عنه من وجهين أحدهما: أنه لا يصح قصد الصلاة في المنزل بعد الصبح وصلاة العصر، والحديث أعم من ذلك، الثاني: أنه لم يرتب ذلك


(١) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٦٨).
(٢) أخرجه أحمد ٢/ ٣٩٦ (٩١٥٢) و ٢/ ٤٦٦ (١٠٠١٦) و ٢/ ٤٩٧ (١٠٤٤٦)، والدارمي (٣٣١٤)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (٨٧)، ومسلم (٢٥٠ - ٨٠٢)، وابن ماجه (٣٧٨٢).