للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومنها: الجلوس لاستماع الذكر والتهليل والتسبيح، وهل يقول باستحباب ذلك كما يستحب في قراءة القرآن؟ قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن الذهبي في الكلام على السماع في مصنف له: أن ذلك من المباحات ولم يعده من القسم المستحب، ومنها: الجلوس للدعاء وهو مستحب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء هو العبادة" رواه أبو داود الطيالسي وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يدع الله غضب عليه" وقيل فيه:

الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب

وقال الواسطي في تفسيره في قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} (١) قال بعضهم: ترفع فيها الحوائج إلى الله تعالي، وقال بعضهم: ترفع الحوائج من القلوب بالذكر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حاكيا عن ربه "من شغله، ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" ويدل للقول الأول قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخلتم المساجد فعليكم الإرتاع" قالوا وما الإرتاع يا رسول الله قال: "الدعاء و الرغبة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ" (٢). ومنها أن يجلس إلى الصلاة فلا اختصاص له في صلاة أخرى، وأما الصلاة الحاضرة فهو أحق فإن فارق بغير عذر بطل حقه وإن قام لعذر كحدث أو رعاف أو إجابة داع ونحو ذلك لم يبطل اختصاصه للحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحدكم من مجلسه في المسجد فهو أحق به إذا عاد إليه" ولا فرق في هذا أن


(١) سورة النور، الآية: ٣٦.
(٢) تسهيل المقاصد (لوحة ٧٣ و ٧٤).