للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سؤال: من أخل بشيء من العبادات هل يقضيه يوم القيامة والجواب أنه لا قضاء هناك بالفعل وإنما قضاؤه أن يؤخذ من نوافل ذلك العمل ما يكمل به ما وقع فيه الخلل من فرائضه كما تقدم فإن لم يكن له نوافل فمن حسناته من جنس آخر قال فإن لم يكن له حسنات فيطرح عليه بمقدار ما بقي عليه سيئات إلا أن يغفر الله له ويسمح له والله أعلم. قاله شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله تعالى.

فرع. ومن عليه فوات لا يعرف عددها قال القفال: يقضي ما تحقق تركه، وقال القاضي حسين يقضي ما زاد على ما حقّق فعلا وهو ما قاله الكمال الدميري (١).

فائدة: من صلى جاهلا بكيفية الصلاة لم تصح صلاته وإن أصاب كما لو توضأ جاهلا بكيفية الوضوء بل لابد من تعلم الفرض قبل الشروع وهذا كما أن من فسر آية من كتاب الله تعالى بغير علم يأثم وإن أصاب وكما أن القاضي إذا حكم بين الناس وهو يجهل حكم الله تعالى يدخل النار وإن أصاب وهو كما أن الطبيب إذا عالج الداء وهو لا يعرف الطب يأثم وإن أصاب ويكون ضامنا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من تطبب ولم يعرف الطب فهو ضامن" رواه أبو داود وابن ماجه (٢) وعلى هذا لو وصف دواء لأبيه أو زوجته وهو لا


(١) النجم الوهاج (٢/ ٣٠).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٤٦٦)، وأبو داود (٤٥٨٦)، والنسائي في المجتبى ٧/ ٤١٩ (٤٨٧٣). وحسنه الألباني في الصحيحة (٦٣٥).