للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحث على الدعاء في السجود (١) خلافا لأبي حنيفة حيث كرهه في الفرض (٢) وسبب الحث عليه في السجود أنه مقام تضرع وذلة وانكسار بين يدي الله عز وجل والله سبحانه وتعالى أقرب ما يكون إلى عبده عند ذله وانكسار قلبه كما في الأثر الإسرائيلي يارب أين أجدك قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي (٣) ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن (٤) فكانت الإجابة فيه مرجوة قوله فأكثروا الدعاء ولا فرق بجواز الدعاء بين أن يكون مما يتعلق بالآخرة أو الدنيا خلافا لأبى حنيفة فقد روي عنه بطلان صلاة بدعاء يتعلق بالدنيا كما لو سأل امرأة حسناء (٥) ونحو ذلك جاء في الحديث وأما السجود فأكثروا من الدعاء فيه فقمن أن يستجاب لكم (٦)، يقال: قمن بفتح الميم وكسرها ويجوز في اللغة قمين بزيادة ياء ومعناه حقيق وخليق وجدير فمن فتح الميم لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث لأنه مصدر ومن كسر ثني وجمع وأنث لأنه وصف وكذلك القمين قاله في النهاية (٧).


(١) شرح النووي على مسلم (٤/ ٢٠٠).
(٢) المفهم (٥/ ١٤٢).
(٣) مدارج السالكين (١/ ٣٠٦).
(٤) شرح النووي على مسلم (٤/ ٢٠٦).
(٥) فتح البارى (٧/ ٣٤٤)، والتوضيح (٧/ ٢٧٩)، وأسنى المطالب (١/ ١٦٦).
(٦) أخرجه مسلم (٢٠٧ - ٤٧٩) عن ابن عباس.
(٧) النهاية (٤/ ١١١).