للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروي في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده "اللهم اغفر لي ذنبي دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره" (١) قوله دقه وجله بكسر أولهما ومعناه قليله وكثيره (٢)، وفي صحيح مسلم من حديث عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" (٣) والمراد بالروح جبرائيل -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وقيل وقيل ملك له ألف رأس لكل رأس مائة ألف وجه ولكل وجه مائة ألف فم في كل فم مائة ألف لسان يسبح الله تعالى بلغات مختلفة، وقيل خلق من الملائكة يرون الملائكة ولا تراهم فهم للملائكة كالملائكة لبني آدم (٤) والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اغفر لي ذنبي" ويعنى سؤاله - صلى الله عليه وسلم - المغفرة مع أنه مغفور له إنما يسأل ذلك تواضعا وخشوعا وإشفاقا وإجلالًا ولنقتدي به فى أصل الدعاء والخضوع وحسن التضرع وفي هذا الحديث وغيره مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الذكر والدعاء والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرار بصدق وعده ووعيده والبعث


(١) أخرجه مسلم (٢١٦ - ٤٨٣) عن أبي هريرة.
(٢) غريب الحديث (١/ ١٦٨) وكشف المشكل (٣/ ٥٥٧) لابن الجوزى.
(٣) أخرجه مسلم (٢٢٣ و ٢٢٤ - ٤٨٧).
(٤) انظر: جامع الأصول (٤/ ١٩٢) والميسر (١/ ٢٤٦)، والمجموع (٣/ ٤٣٣ - ٤٣٤) وتهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١٢٨) وشرح النووي على مسلم (٤/ ٢٠٥)، والنجم الوهاج (٢/ ١٤٩).