للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والاسم المنفعة، قاله الجوهري (١)، وقال الراغب في مفرداته (٢): النفع ما يستعان به في الوصول إلى الخيرات وما يتوصل به إلى الخير، فالنفع خير وضده الضر، قال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (٣).

قوله: وأن يرزقني من الإخلاص ما يكون كفيلا لي في الآخرة بالخلاص، قال القشيري (٤): الإخلاص هو إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنُّعٍ لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى، انتهى، وسيأتي الكلام على الإخلاص في الباب بعده مبسوطًا وتقدم الكلام على الكفالة وإنها الضمان.

قوله: في الآخرة بالخلاص؛ والآخرة هي دار القرار.

سؤال: لم جعل الله الآخرة غائبة عن أبصارنا؟.

قيل: قال أبو محمد السجزي: أراد الله تعالى أن يعمر الدنيا، فلو رأوا الآخرة لأعجبتهم وتركوا الدنيا فلم يعمروها، وأيضا لو رأوها لما جحدها أحد، وارتفعت المحبة، وقيل: وسميت الدنيا دنيا لدنوها قبل الآخرة، وقيل: لدناءتها كما حكى أن عيسى عليه الصلاة والسلام رأى طيرًا حسنًا عليه من كل لون ثم نزع جلده فصار أقبح شيء، فقال: ما أنت؟ قال: الدنيا؛ فإن قيل:


(١) في الصحاح (٣/ ١٢٩٢).
(٢) مفردات القرآن (ص ٨١٩).
(٣) سورة الفرقان، الآية: ٣.
(٤) الرسالة القشيرية (٢/ ٣٥٩).