للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لم مثلها الله عز وجل بالماء في قوله: {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (١) الآية، قيل: لأن الماء ليس له قرار، وكذلك الدنيا، والآخرة هي دار القرار أيضًا، فالماء قليله فيه الكفاية، وكثيره مضر، كذلك الدنيا قليلها يكفي وكثيرها يطغي ولا يغني، وترك القليل والكثير يورث القناعة، وأيضًا الزرع يفسد بالماء الكثير كذلك القلب يفسد بالمال الكثير، وأيضا الماء كله لا يكون صافيا كذلك المال يكون حراما وشبهة وحلالا، وأيضا الماء يطهر النجاسات كذلك المال يطهر دنس الآثام، قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ} (٢) الآية، وأيضًا الماء يصلح لزاد البادية كذلك المال يصلح لزاد القيامة والله أعلم، قاله في كشف الأسرار (٣).

قوله (ومن التوفيق ما يدلني على أرشد طريق) تقدم الكلام على التوفيق وتقدم الكلام أيضا على الرشد والإرشاد وعلى السبل وأنها الطرق.

قوله (وأرجو منه الإعانة) الرجاء: ضد اليأس ممدود، وقد جاء بمعنى الخوف، قال الله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣)} (٤) أي: لا تخافون عظمة الله (٥).

قوله: (على حزن الأمر وسهله) الحزن: الصعب وهو ضد السهل.


(١) سورة الفرقان، الآية: ٣.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٠٣.
(٣) كشف الأسرار (لوحة ٨ و ٩).
(٤) سورة نوح، الآية: ١٣.
(٥) الصحاح (٦/ ٢٣٥٢)، وتهذيب اللغة (١١/ ١٢٤ - ١٢٥).