للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: (وأتوكل عليه) قال أبو عثمان الحيري: التوكل الاكتفاء بالله والاعتماد عليه، وقال حمدون: التوكل الاعتصام بالله تعالى، وقال سهل بن عبد الله أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله تعالى كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء ولا يكون له حركة ولا تدبير، وسئل يحيى بن معاذ: متى يكون الرجل متوكلًا؟ قال: إذا رضي بالله وكيلًا، وقال أبو تراب النخشبي: التوكل طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إلى الكتابة، وقال الأستاذ أبو علي: التوكل ثلاث درجات التوكل ثم التسليم ثم التفويض، فالمتوكل سكن إلى وعده، وصاحب التسليم يكتفي بعلمه، وصاحب التفويض يرضى بحكمه (١)، ولذلك أشار الشيخ تقي الدين عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطي (٢) بقوله:

تَوَكَّلْ عَلَى مَوْلاكَ وَارضَ بِمَا قَضَى ... وَسَلِّمْ وَفَوِّضْ فَالصِّعَابُ تَهُونُ

وَإِنْ كنْتَ تَرْجُو فِي أمُورِكَ غَيْرَهُ ... فَذَاكَ جُنُون وَالْجُنُونُ فُنُونُ

فقال في الإحياء (٣): وقال بعضهم: رأيت زرارة بن أوفى بعد موته في الجنان، فقلت له: أي الأعمال أبلغ عندكم؟ قال: التوكل وقصر الأمل، ثم روى عن سعيد أنه قال: التوكل جماع الإيمان، وروى ابن أبي الدنيا في كتاب


(١) الرسالة القشيرية (١/ ٢٩٩).
(٢) هو عبد الرحمن بن عبد المحسن بن عمر بن شهاب، المتوفى (٧٤٤ هـ) الإمام المفتي محدث واسط وعالمها وكبيرها الشيخ تقي الدين أبو الفرج الواسطي الشافعي المعجم المختص (١/ ١٣٧ - ١٣٨) وأعيان العصر (٣/ ٣٠ - ٣١).
(٣) الإحياء (٤/ ٤٥٤).