للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هو بالعين المهملة الثاء المتثاة يقال أعتم الرجل إذا دخل في العتمة وهي ظلمة الليل وكانت الأعراب يسمون العشاء العتمة قوله رقد النساء والصبيان يحتمل أن يكون راجعا إلى من حضر المسجد منهم يحتمل أن يكون المراد من حضر المسجد منهم؛ لقلة احتمالهم المشقة في السهر، فيرجع ذلك إلى أنهم كانوا يحضرون المسجد لصلاة الجماعة ويحتمل أن يكون المراد من خلفه المصلون في البيوت، من النساء، والصبيان، ويكون قوله: "رقد النساء" إشفاقا عليهن من طول الانتظار وخوفا على البيوت من سارق ونحوه (١).

وفيه دليل على استحباب تأخير العشاء إلى هذه الساعة وهو قول الشافعي أنه يستحب تأخير العشاء إلى الشطر الأول وهو وقت الاختيار وقيل وقت الاختيار نصف الليل واختلف على الأفضل تقديم العشاء أو تأخيرها وهما مذهبان مشهوران للسلف وقولان لمالك وللشافعي فمن فضل التأخير احتج بحديث عبد الله بن عمرو بن العاصي وقت العشاء إلى نصف الليل (٢) ومن فضل التقديم احتج بأن العادة الغالبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقدمها وإنما أخرها في أوقات يسيرة لبيان الجواز أو لشغل أو لعذر وفي بعض الأحاديث إشارة إلى ذلك والله أعلم (٣).


(١) إحكام الأحكام (١/ ١٧٧)، ورياض الأفهام (١/ ٥٧٧ و ٥٧٩ و ٥٨٠).
(٢) أخرجه مسلم (١٧١ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٧٤ - ٦١٢)، وأبو داود (٣٩٦)، والنسائى في المجتبى ٢/ ٣٢ (٥٣٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٣٦)، والقول التمام (ص ١٧٧).