للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبي في كتابه التذكار (١): روى الوائلي من حديث جابر بن عبد الله أن رجلا قام فقرأ في ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى قل يأيها الكافرون حتى انقضت السورة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "هذا عبد آمن بربه" ثم قرأ في الثانية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى انقضت السورة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا عبد عرف ربه، قال طلحة: استحب أن أقرأ هاتين السورتين في هاتين الركعتين (٢) أ. هـ.

وفي فائدة: هل الأولى الجمع بين ما ورد فيهما أو الاقتصار على هذا مرة وعلى هذا مرة الظاهر الثاني لكن الجمع لم يرد ويحتمل أن [بياض] (٣) الإمام للصبح، فلا يطول عليهم وعليه يحمل تخفيفه عليه السلام بخلاف المنفرد فإنه يطول لنفسه ما شاء كما في نظائره من دعاء الاستفتاح والأذكار وغيرهما والله أعلم قاله في شرح الإلمام، وفي كتاب وسائل الحاجات للغزالي يحسن أن يقرأ في سنة الصبح في الأولى ألم نشرح، وفي الثانية: ألم تر كيف فعل، يعني سورة الفيل، فإن ذلك يرد شر ذلك اليوم (٤)، أ. هـ، وقال العلماء أيضًا: يستحب أن يقرأ فيهما بقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} (٥) إلى آخر الآية، وبقوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ


(١) التذكار (ص ٢١٦).
(٢) أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (١٧٧٤)، وابن حبان (٢٤٦٠). وصححه الألباني في صفة الصلاة (ص ١١٢).
(٣) بياض بمقدار كلمة.
(٤) تفسير الثعالبي (٥/ ٦٢٨)، والإعلام (٢/ ٤١٠)، والنجم الوهاج (٢/ ٢٨٧).
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٣٦.