للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من قوله تعالى: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (١٨)} (١) وقال ابن عباس: صلاة الإشراق هي صلاة الضحى (٢) والشروق طلوع الشمس والإشراق ارتفاعها، يقال: شرقت الشمس إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت وصفت (٣)، قال الغزالي في الإحياء (٤): [ويدخل وقتها] المواظبة على صلاة الضحى من عزائم الأفعال وفواضلها، قال: وأما وقتها فقد روى عن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصليها أربعا في وقتين إذا اشرقت الشمس وارتفعت قام وصلى ركعتين وإذا انبسطت الشمس وكانت في ربع السماء من جانب المشرق صلى أربعا (٥) فالأول إنما يكون إذا ارتفعت الشمس قيد نصف رمح والثاني إذا مضى من النهار ربعه بإزاء صلاة العصر فإن وقته أن يبقى من النهار ربعه والظهر على منتصف النهار ويكون الضحى على منتصف ما بين طلوع الشمس إلى الزوال كما أن العصر على منتصف ما بين الزوال إلى الغروب وهذا أفضل الأوقات ومن وقت ارتفاع الشمس إلى ما قبل الزوال وقت الضحى على الجملة واللّه تعالى أعلم، ا. هـ.


(١) سورة ص، الآية: ١٨.
(٢) تفسير الثعلبى (٨/ ١٨٣)، والوسيط (٣/ ٥٤٣ - ٥٤٤).
(٣) الفصيح (١/ ٢٧٣)، ومعانى القرآن (٤/ ٩٢).
(٤) الإحياء (١/ ١٩٦ - ١٩٧).
(٥) أخرجه ابن ماجه (١١٦١)، والترمذي في الشمائل (٢٩٧)، والنسائي في الكبرى (٣٣٥ - ٣٣٨) و (٤٧٣). وحسنه الألباني في المشكاة (١١٧١)، الروض النضير (٦٩١)، تعليقي على صحيح ابن خزيمة (١٢١١ و ١٢٣٢)، تخريج المختارة (٤٨٩ - ٤٩٥)، الصحيحة (٢٣٧)، مختصر الشمائل (٢٤٣).