للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقرئ عليه القرآن فأوقع الله تعالى في قلبه الإسلام فأسلم ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يجتمعون به في دار الصفا فأظهر إسلامه فكبر المسلمون فرحا بإسلامه، ورووا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" (١) واتفقوا على تسميته بالفاروق لفرقانه بين الحق والباطل بإسلامه وظهور ذلك فقيل: سماه الله بذلك وروت عائشة رضي الله عنها: بويع له بالخلافة يوم موت الصديق وهو يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة بوصاية الصديق إليه فسار بأحسن سيرة وزين الإسلام بعدله وفتح الله به الفتوح الكثيرة كبيت المقدس وجميع الشام، دون الدواوين في العطاء ورتب الناس فيه، وكان لا يخاف في الله لومة لائم وهو أول من ضرب بالدرة وحملها ومصر الأمصار وكسر الأكاسرة وقصر القياصرة ونور المساجد بصلاة التراوريح وأول من أرخ التاريخ من الهجرة، وأول قاض في الإسلام ولاه الصديق القضاء وأول من جمع القرآن في المصحف، وحج بالناس عشر سنين متوالية، وكان آدم أو أبيض قولان والجمهور على الثاني كما قال النووي (٢)، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الصديق انتهى.


(١) أخرجه الترمذي رقم (٣٦٨٢).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٣)، وانظر عيون المعارف (ص ٢٨٩ - ٢٩٦) للقضاعي، وتاريخ عمر لابن الجوزي (ص ٥٧ - ٦٠)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ١٣٩ - ١٤٤)، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح (٢/ ١٣٥ - ١٤٢).