للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تتمة: المؤاخاة كانت في أول سنة من سني الهجرة وعامتها بين المهاجرين والأنصار ولها سببان، أحدهما: أنه أجرأهم على ما كانوا ألفوا في الجاهلية من الحلف فإنهم كانوا يتوارثون بالحلف فنفاه - صلى الله عليه وسلم - وأثبت من جنسه المؤاخاة لأن الإنسان إذا فطم عما يألفه علل بجنسه.

والثاني: أن المهاجرين قدموا محتاجين إلى المال والمنازل فنزلوا على الإحسان فأكد هذه المخالطة بالمؤاخاة ولم يكن بعد غزوة بدر مواخاة لأن الغنائم وقعت بالقتال فاستغني المهاجرون بما كسبوا رضي الله تعالى عنهم أجمعين (١)، انتهى قاله في الديباجة حج بالناس عشر سنين متوالية، وقد كان آدم أو أبيض قولان والجمهور على الثاني كما قاله النووي، وفي الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قاله له: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان أن سالكا فجا إلا سلك فجا [غير فجك" (٢)].

ومن كرامات عمر المشهورة أنه قال في خطبة الجمعة: يا سارية الجبل الجبل فالتفت الناس بعضهم لبعض فلم يفهموا مراده فلما قضى الصلاة قال له على ما هذا الذي قلته: قال وسمعته قال نعم، وكل أهل المسجد قال: وقع في خلدى أن المشركين هزموا إخواننا وركبوا أكتفاهم وهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وظفروا وأن جاوزوا هلكوا فخرج منه هذا الكلام فجاء البشير بعد شهر فذكروا أنهم سمعوا في ذلك اليوم وتلك الساعة


(١) كشف المشكل (١/ ٢٢٠).
(٢) زيادة من الإعلام (١/ ١٤١).