للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وأستقدرك بقدرتك" أي: أطلب منك أن تجعل لي قدرة بقدرتك وهذا دليل على أن العبد لا يكون قادرا إلا مع الفعل لا قبله كما يقوله القدرية (١).

قوله: "وأسألك من فضلك العظيم" أي: الزيادة على ما أريده وكل عطاء الله تعالى فضل فإنه ليس لأحد عليه في [نعمة حق] (٢).

[قوله]: "فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم" هذا تصريح باعتقاد أهل السنة فإنه نفى العلم عن العبد والقدرة والصواب أنهما لله تعالى ليس للعبد في ذلك شيء إلا ما خلق [الله له] فهو يقول: أنت يا رب تقدر قبل أن تخلق لي القدرة وتقدر مع خلق القدرة وتقدر بعد ذلك، وأنا على الحقيقة محل لمقدوراتك وكذلك في العلم (٣).

قوله: "وأنت علام الغيوب" معناه: أنا أطلب أمرًا مستأنفًا لا يعلمه إلا أنت فهب لي منه ما ترى أنه خير لي في ديني ومعيشتي وعاجل أمري وآجله وهي أربعة أقسام، الأول: خير يكون للعبد في دينه ولا يكون فيدنياه؛ والثاني: يكون له في دنياه خاصة؛ والثالث. يكون له خير في العاجل؛ والرابع: يكون في الانتهاء خير وذلك أولاه وأفضله ولكن إذا اجتمعت الأربعة فهو الذي ينبغي للعبد أن يسأل ربه فيه (٤) وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم أصلح


(١) التوضيح (٩/ ١٥٦).
(٢) المسالك (٣/ ٤٨٨ - ٤٨٩).
(٣) المسالك (٣/ ٤٨٩).
(٤) المسالك (٣/ ٤٨٩) والتوضيح (٩/ ١٥٧ - ١٥٨).