للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذنوب الصغائر، وتقديره: يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر (١)، قال القاضي عياض (٢): هذا المذكور في الأحاديث من غفران الصغائر دون الكبائر هو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى.

فإن قيل: قد وقع في هذا الحديث هذه الألفاظ، ووقع في الصحيح غيرها مما في معناها، فإذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة، وإذا كفرت الصلاة، فماذا تكفر الجمعات، ورمضان وصوم عرفة كفارة سنتين، وصوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه؟ فالجواب: ما أجاب به العلماء: أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفر من الصغائر كفرها، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت له به حسنات، ورفدت له به درجات، وإن صادفت كبيرة أو كبائر، ولم يصادف صغائر رجونا أن يخفف من الكبائر (٣)، انتهى؛ وتقدم الكلام على شيء من ذلك في الصلاة، والله أعلم.

قوله: عن أبي سعيد الخدري، تقدم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضا، وشهد جنازة، وراح إلى الجمعة" الحديث؛ وأصل الروح: هو المشي إلى المساجد، وسيأتي الكلام على كل واحدة من هذه الخصال في بابها إن شاء الله تعالى.


(١) طرح التثريب (٤/ ١٦٣).
(٢) إكمال المعلم (٢/ ١٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (٣/ ١١٣).