للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تفسير ابن سيرين للذي رأى الديك يقول الله الله الله ثلاثًا أنه بقي من عمره ثلاثة أيام استنادًا إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (١) ولعل هذا الديك قال ذلك تعجبًا من الرائي حيث بقي من أجله ثلاثة أيام وهو غافل عما يراد به وهو منزول به.

ولعل قوله: "الله الله الله" يذكر بها الرائى ليكون ذاكرا للشهادة عند الموت، ولأن الديك من دواب الأرض ففى التعبير أن من رأى في منامه أن دابة تكلمه فقد اقترب أجله ففي التنزيل {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} (٢)، ولأن الديك يسرع في مشيه ودابة الأرض إذا خرجت تسرع في مشيها فلا يدركها طالب ولا يفوتها هارب، ولأن الديك مكسوا بالريش والدابة ذات وبر وريش، وقال أهل التعبير جميع الحيوان الذي ليس بناطق كالبهائم والطير إذا نطق بشئ في المنام فإن كلامه حق والرؤيا صحيحة.

وروى حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير الصرخات الثلاثة بثلاثة أيام؛ لأن الدابة إذا خرجت تصرخ ثلاث صرخات والثارث صرخات إشارة إلى قرب النفخات الثلاث في الصور، ولأن من علامات دنو الساعة خروج الدابة وخروج يأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها؛ فناسب هذا التعبير بذلك لهذه المعاني.


(١) أخرجه ابن حبان (١٦٩) عن أبي ذر. وصححه الألباني في الصحيحة (٨٢٦).
(٢) سورة النمل، الآية: ٨٢.