للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما تفصيل قتل أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -، فروي البخاري في صحيحه (١) عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال: كيف فعلتما أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرًا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل، قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، قال: قالا لا، فقال عمر - رضي الله عنه -: إن سلمني الله لأدعن أرامل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي فما أتت عليه أربعة حتى أصيب، قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهن خللًا فكبروا وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني أو أكلني الكلب حتى طعنه فصار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينًا وشمالًا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلًا مات منهم تسعة، وفي رواية سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا.

قوله: قتلني أو أكلني الكلب، عبر بالأكل عن القتل، لأن الأكل يذهب الشيء المأكول من الوجود إلى البطون، فالقاتل يذيب المقتول من الوجود إلى القبور، ويسكنه القبور. والله أعلم.

قوله: الكلب، أي: العقور، لأنه مقتول مأمور بقتله في الحل والحرم، مناسب تسميته بذلك لكفره وإباحة دمه، وقد مثل الله تعالى الكافر بالكلب فقال:


(١) رقم (٣٧٠٠).