للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو طالب المكي في كتابه "قوت القلوب" (١): الساعة الأولى من صلاة الصبح، والثانية عند ارتفاع الشمس، والثالثة عند انبساطها، وهو الضحى الأعلى إذا رمضت الأقدام بحر الشمس، والرابعة قبل الزوال، والخامسة إذا زالت الشمس أو مع استوائها، ولا فضل لمن أتى بعد الساعة الخامسة إلا فضيلة صلاة الجمعة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فكأنما قرب بدنة" أتى تعرف بها وقال في النهاية (٢) أي كأنما أهدى ذلك إلى الله تعالى، كما تهدى القربات إلى بيت الله الحرام، والبدنة: قال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء يقع على الواحدة من الإبل والبقر وسميت بذلك لعظم بدانتها (٣)، وهي الضخامة لأنها تبدن أي تسمن (٤). وخصها جماعة بالإبل، والمراد هنا الإبل بالاتفاق لتصريح الحديث بذلك، والبدنة والبقرة تقعان على الذكر والأنثى باتفاقهم (٥) وشرطها أن تكون في سن الأضحية عند الفقهاء واللغويين. وجمع البدنة بدن وقال الله تعالى {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أي من أعلام دين الله لكم (٦) فيها فيها خير، قال ابن عباس: "نفع في الدنيا و أجر في الآخرة" (٧).


(١) ينظر: الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٦/ ٢) فتح الباري لابن حجر (٢/ ٣٥٤).
(٢) النهاية (٤/ ٣٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٣٦).
(٤) الغريبين (١/ ١٥٧)
(٥) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٣٦ - ١٣٧).
(٦) النجم الوهاج (٩/ ٤٩٩)، وحياة الحيوان (١/ ١٦٨).
(٧) تفسير ابن أبي حاتم - محققا (٨/ ٢٤٩٤)، وحياة الحيوان (١/ ١٦٨).