للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فمن يلي عمر فقد رأى الذي رأى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله، وفي البخاري: قال عبد الله بن شداد: سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف فقرأ: إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال يا ابن عباس: انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء: فقال غلام المغيرة، قال: الصنع؟ قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، فالحمد لله الذي لم يجعل موتي على يد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة.

قوله: فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة، اعلم أنه لم يذكر في الحديث قضية إتمام صلاة عمر، فلعله لما طعن قدم عبد الرحمن لأمور، إما لكون صلاته بطلت باعتبار ما خرج من الدم بالطعن الذي لا يعفى عنه في الصلاة، وتقديم عبد الرحمن لإتمام الصلاة فيه دليل على جواز الاستخلاف إذا أحدث الإمام، وجواز الإقتداء بإمام بعد إمام على التعاقب ويدل لذلك قصة الصديق - رضي الله عنه - حين أم الناس في مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: أنه غلب عن إتمام فعل الصلاة فقدم غيره ليتمها، لأن القيام ركن في فرض الصلاة فإن عجز عن القيام صلى قاعدا فإن عجز فعلى جنب (فإن عجز فعلى) اليمين فإن عجز فمستلقيا فإن عجز أومأ بالأفعال وتلفظ بالأقوال، ويكون سجوده أخفض من ركوعه فإن عجز عن الإيماء أجرى الأفعال على قلبه والترتيب