للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من إقامة الصلاة (١) معناه والله أعلم من إقامتها المأمور بها في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (٢) وهذا ترجيح للقول الثاني (٣) والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وصوم رمضان"، والصوم في اللغة هو الإمساك والصمت قال الله تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (٤) أي صمتا وإمساكا وفي الشرع عبارة عن إمساك خاص مع النية (٥) وسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب بالجوع أي يحرقها (٦) وسيأتي الكلام عليه مبسوطا ففيه حجة لمذهب الجماهير وهو المختار الصواب أنه لا كراهة في قول رمضان من غير تقييد بالشهر خلافا لمن كرهه (٧).

قوله في الحديث: "فقال الرجل والذي نفسي بيده لا أزيد على ذلك ولا أنقص منه ... " الحديث، قال العلماء: كثير من الناس يجري هذا الحديث على ظاهر المعنى أي اقتصر على الفرض الذي ذكرته وذلك بعيد جدا لأنه عليه الصلاة والسلام يرغّب الناس في نوافل العبادات فكيف يدع النكير على من يحلف بحضرته أنه لا يفعل شيئًا من ذلك فضلا أن يرتضي قوله، وإنما التأويل هو أنه يحتمل أن هذا الكلام صدر منه على معنى المبالغة في


(١) أخرجه البخاري (٧٢٣) عن أنس.
(٢) سورة النور، الآية: ٥٦.
(٣) شرح النووي على مسلم (١/ ١٦٣).
(٤) سورة مريم، الآية: ٢٦.
(٥) التحصيل (١/ ٢٢٧)، والنجم الوهاج (٣/ ٢٧١).
(٦) الحاوى (٣/ ٣٩٦) وبحر المذهب (٣/ ٢٣٠) والبيان (٣/ ٤٥٨)، وكفاية النبيه (٦/ ٢٣١).
(٧) شرح النووي على مسلم (١/ ١٦٣).