للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو موافق للنص قال الله تعالى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} (١) الآية جعل عين الذهب والفضة هي المحماة عليها في نار جهنم ذكره الإمام المتقن شهاب الدين التوربشتي (٢) وسميت القيامة بذلك لقيام الناس فيها كما قال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)} (٣) قوله - صلى الله عليه وسلم -: فيكوى بها جنبه وجنبيه وظهره.

الْجَبِينُ بِفَتْحِ الْجِيمِ فَوْقَ الصُّدْغِ وَهُمَا جَبِينَانِ عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وَشِمَالِهَا قال الله تعالى: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} (٤) الآية قيل الحكمة في تخصيص هذه الأعضاء الثلاثة بالكي أن صاحب المال إذا جاءه السائل يقطب وجهه في وجه السائل فإذا ألح أدار له جنبه فإذا زاد في الإلحاح استدبره بظهره فخص الله تعالى هذه المواضع الثلاثة بأن الذهب والفضة يحمى ويحشى بين الجلد واللحم كذا قاله ابن مسعود في تفسير البغوي (٥) وغيره وقال بعضهم: أكلوا بتلك الأموال في بطونهم فصار المأكول في جنوبهم واكتسوا بها على ظهورهم فرتب الله هذه العقوبات في هذه الأعضاء لأجل ذلك ذكره القرطبي في التذكرة (٦) ويحتمل أن يكون العذاب شاملا


(١) سورة التوبة، الآية: ٣٥.
(٢) الميسر (٢/ ٤٠٩).
(٣) سورة المطففين، الآية: ٥.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٣٥.
(٥) ينظر: شرح السنة للبغوي (٦/ ١٩).
(٦) التذكرة (ص ٦٩٩).