للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لجميع البدن وإنما نبه بهذه الأمور على ما عداها، وقال بعضهم: إنما خص الجنب والجبين والظهر لأنه آلَمْ وأوجع، وقال بعض الصوفية لما طلبوا المال والجاه شان الله وجوههم ولما طووا السخاء عن الفقراء إذا جالسوهم كويت جنوبهم ولما أسندوا ظهورهم إلى أموالهم ثقة بها واعتمادا عليها كويت ظهورهم ذكره القرطبي أيضا في التذكرة (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلما بردت أعيدت له" أي الأعضاء هو في معنى قوله: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} (٢) الآية والمغايرة في الصورة والهيئة لا في الحقيقة، وهذا كقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} (٣) المغيرة في الهيئة أي تغيرت صورها.

بردت: هكذا هو في بعض النسخ بالباء، وفي بعضها ردت بحذف الباء وبضم الراء، وذكر القاضي عياض الروايتين وقال: الرواية الأولى هي الصواب والثانية رواية الجمهور (٤).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" يريد به: يوم القيامة، ويشهد له قوله: "حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة" إن لم يكن له خطيئة سواه، أو كانت ولكنه سبحانه تداركه بعفوه، "أو إلى النار" إن


(١) التذكرة (ص ٦٩٩).
(٢) سورة النساء، الآية: ٥٦.
(٣) سورة إبراهيم، الآية: ٤٨.
(٤) مشارق الأنوار (١/ ٨٨) وشرح النووي على مسلم (٧/ ٦٤).