للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال السهيلي: ومما يسأل عنه شماس البراق حين ركبه - صلى الله عليه وسلم - فقال له جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: أما تستحي يا براق فما ركبك عبد قبل محمد أكرم على اللّه منه؟

قال ابن بطال (١): إنما كان ذلك لبعد عهده بالأنبياء، وطول الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام (٢).

وقال صاحب المقتفى: والحكمة في كونه على هيئة بغل ولم يكن على هيئة فرس، التنبيه على أن الركوب كان في سلم وأمن لا في حرب وخوف، أو لإظهار الآية في الإسراع العجيب في دابة لا يوصف شكلها بالإسراع فإن قيل: ركب - صلى الله عليه وسلم - البغلة في الحرب، فالجواب أن ذلك كان لتحقيق نبوّته وشجاعته - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وكان البراق أبيض وكانت بغلته شهباء، وهي التي أكثرها بياض إشارة إلى تخصيصه بأشرف الألوان.

قال: واختلف الناس هل ركب جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - معه - صلى الله عليه وسلم -؟ فقيل: نعم، كان رديفه صلى اللّه عليه وسلم. قال: والظاهر عندي أنه لم يركب معه لأنه - صلى الله عليه وسلم - هو المخصوص بشرف الإسراء، لكن روي أن إبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كان يزور ولده إسماعيل على البراق وأنه ركبه هو وإسماعيل وهاجر، حين أتى بهما البيت الحرام.


(١) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (٣/ ٣٨٩) بمعناه.
(٢) الروض الأنف (٣/ ٤٣٠).