للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال شيخ الإسلام بن عبد السَّلام (١) في فتاويه توسعة الثياب والأكمام بدعة (٢) وترف وتضيع للمال، وقال الشيخ محب الدين الطبري في أحكامه (٣): في أبواب الاستشفاء مما يعد من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإبط من سائر الناس متغير بخلافه - صلى الله عليه وسلم - فإنه كسائر جسده (٤) رواه أحمد والترمذي والنسائي وذكر


(١) المصدر السابق (٣/ ١٣٨).
(٢) يكره إطالة الكُم عن الحد المعتاد وهو من الإسبال: نص عليه الشافعية والحنابلة وهو قول ابن باز ابن عثيمين فعن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الصَّحَابِيَّةِ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ كَانَ كُمُّ قميص رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى الرُّسْغِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيث حَسَنٌ.
ينظر: حاشية قليوب وعميرة (١/ ٣٥١) وقال: ويحرم إفراط سعة الأكمام أو الثياب أو طولها مع الخيلاء، ويكره بغيرها. المجموع (٤/ ٤٥٤).
يستحب تقصير الكم لحديث أسماء بنت يزيد الصحابية رضي الله عنها قَالَتْ كان كم قميص رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى الرسغ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. الإقناع (١/ ٩١): ويحسن تطويل كم الرجل إلى رؤس أصابعه أو أكثر يسيرا وتوسيعه قصدا وقصر كم المرأة وتوسيعه من غير إفراط. فتاوى نور على الدرب (٢٢/ ٢): أما تطويل الأكمام في اليدين فإن من العُلماء من قال إن فيه الخيلاء فإن بعض الناس قد يطيل أكمامه وقد يوسعها توسيعا أكثر مما يحتاج إليه فخرا وخيلاء وتطاولا فيناله من الوعيد مثل ما نزل ثوبه وعلى كلّ حال فإن تطويل الأكمام وتوسيعها أكثر مما يحتاج إليه قد يكون داخلا في الإسراف الذي نهي اللّه عنه وقال تعالى (لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) نعم.
(٣) لم نقف عليه.
(٤) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٣/ ١٣٩). قال الشيخ ابن باز في تعليقه على الفتح (٢/ ٢٩٥): مثل هذا التخصيص يحتاج إلى دليل، ولا أعلم في الأحاديث ما يدلّ على ما قاله المحب، فالأقرب ما قاله القرطبي، وهو: أراد الراوي أن موضع بياضهما لو لم يكن =