للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعض الشافعية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن تحت إبطيه شعر بل كان له بياض لحديث أنس، وقال الشيخ جمال الدين الأسنوي في المهمات: من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يكن له تحت إبطيه شعر، وأما غيره فله شعر أسود وفيما قاله نظر، فإنه لم يثبت في الكتب المعتمدة أنه من الخصائص قاله في شرح الأحكام (١).

وفي رواية "فرفع يديه حتى رأينا عفرة إبطية"، والعفرة بضم العين المهملة وفتحها والفاء ساكنة فيهما قاله في المشارق والمطالع والأشهر ضم العين (٢). قال: الأصمعي (٣) وآخرون عفرة الإبط هي البياض ليس بالناصع بل فيه شيء كلون الأرض مأخوذ من عفر الأرض بفتح العين والفاء وهو وجهها وهو ظاهر في إبطه عَلَيْهِ السَّلَامُ - لم يكن فيه شعر وقد جاء في الحديث وصفه كثيرًا قد أشار ابن ماجة إلى ذلك ا. هـ قاله في شرح الإلمام.

أما وصف الإبط بالبياض فيحتمل أنه لكونه ليس فيه شعر خلقة ويحتمل أنه لمحافظته على إزالته والأول أولى واختاره المنذري، وقد جاء في رواية عفرة إبطيه وضبطه وهي بياض غير خالص فيه قليل أحمرة، قاله ابن الصلاح (٤): وفي رواية: وضح إبطيه وقال المنذري: كان هذا من [جماله]- صلى الله عليه وسلم -


= عليه ثوب لرئي، قاله القرطبي، وهو ظاهر كثير من الأحاديث، ويحتمل أن يكون شعر إبطيه - صلى الله عليه وسلم - كان خفيفًا فلا يتضح للناظر من بعد سوى بياض الإِبطين، واللّه أعلم.
(١) طرح التثريب (٢/ ٨٠ - ٨١).
(٢) مشارق الأنوار (٢/ ٩٧) ومطالع الأنوار (٥/ ٢٤).
(٣) غريب الحديث (٢/ ١٤٢)، والغريبين (٤/ ١٢٩٨)، وتاج العروس (١٣/ ٨٩).
(٤) شرح مشكل الوسيط (٢/ ١٤٠).