للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان هذَا من جَمَالِهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنّ كلَّ إِبطٍ أَسْوَد من سائر النّاس متغير؛ لأنّه مغمومٌ مِرْواحٌ متفالّ، وكان منه - صلى الله عليه وسلم - مُتَأرِّجًا عَطِرًا. (١) قاله في شرح الإلمام.

قوله يقول: "اللهم هل بلغت" معناه ما أمرت به من التحذير والإنذار وغير ذلك والمراد تحريضهم على [تحفظه] واعتنائهم به لأنه مأمور بإنذارهم واللّه أعلم (٢).

وفي هذا الحديث دليل واضح على أن هدايا العمال حرام وغلول لأنه خان في ولايته وأمانته وكذلك هدايا الأمراء والقضاة وكل من ولي أمر من أمور المسلمين العامة لا يجوز وإن حكمها حكم الغلول في التغليظ والتحريم لأنها أكل المال بالباطل وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه وأنها سبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامل فإنها مستحبة ويجب على العامل رد ما أخذه باسم الهدية وأنه يرده إلى مهديه فإن تعذر فإلى بيت المال كذا قال: أصحابنا قاله: النووي (٣) ويستثنى من ذلك من كان يهدي له قبل الولاية فيباح قدر ذلك (٤) وله تفاصيل معروفة في كتب الفقه.


(١) قاله أيضًا القاضي ابن العربي في المسالك (٣/ ٣٠٩)، وفي عارضة الأحوذى (٣/ ٥٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٢١٩).
(٤) روضة الطالبين (١١/ ١٤٣).