للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويجوز أن يكون مصدرا سمى به الأثر والكدوح في غير هذا السعي والحرص والعمل (١)، وقال: صاحب المغيث في رواية الترمذي والمسألة كد يكد بها الرجل وجهه وفي رواية أخرى كدوح وفي أخرى خدوش أو خموش الكد: الإتعاب يقال: كد يكد في عمله كدا، إذا استعجل وتعب كأنه يشير إلى الحديث الذي جاء فيه: "جاءت مسألته خدوشا في وجهه" لأن الوجه إذا خدش فقد أتعب ويحتمل أن يريد بالوجه ماءه ورونقه (٢) واللّه أعلم قاله في النهاية (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا أن يسئل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا" إنما جاز سؤال السلطان لأنه لا يلحقه منة فيما يأخذ منه (٤).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أو في أمر لا يجد منه بدا" يريد ما تدعو الحاجة إليه والضرورة إلى المسألة فيه ككتاب أو ثوب أو غير ذلك، وأباح أيضًا سؤال أهل الفضل والصلاح عند الحاجة إلى ذلك إذ هم أهل الفضل بها، فإن أوقع حاجته باللّه تعالى فهو أولى وأفضل وأعلى (٥) على ما يأتي، وكان سفيان الثورى مع


(١) النهاية (٤/ ١٥٥).
(٢) المجموع المغيث (٣/ ٢١ - ٢٢)، والنهاية (٤/ ١٥٥).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٥٥) ونصه: فِيهِ "المَسائلُ كَدٌّ، يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَه" الكَدُّ: الْإِتْعَابُ، يُقال: كَدَّ يَكُدُّ فِي عَمَله كَدًّا، إِذَا اسْتَعْجل وتَعِب. وَأَرَادَ بالوَجْه مَاءَ ورَوْنَقَه.
(٤) قمع الحرص (ص ٣٤).
(٥) قمع الحرص (ص ٣٤).