للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال: غيره فيه أن سؤال الخلق لا يحل إلا لحاجة وهو الفقر المدقع وهو غاية الفقر وأشده الذي لم يبق لصاحبه شيئًا من المال يرجع إليه وأصله من الدقعاء وهو التراب والأرض التي لا نبات عليها فيفضي شدة الفقر بصاحبه إلى الجلوس عليها وهذا معنى قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦)} (١) (٢)، وقال: ابن العربي (٣) الدقع سوء احتمال الفقر فكأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يبح المسألة إلا لمن عجز عن احتمال شدة الفقر.

وقوله: "الفاقة والصبر" وكان عاجزًا منقطعًا عن الكسب وسبب هذا الحديث يكشف عن ذلك فإنه قال: "أما في بيتك شيء" قال: بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه الحديث.

قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أو لذي غرم مفظع" والغرم قد ضبطه الحافظ (٤) وفسره فقال: وهو ما يلزم أداؤه تكلفًا لا في مقابلة عوض ا. هـ.

وقوله: "مفظع" قد ضبطه الحافظ (٥) وفسره فقال: هو الشديد الشنيع ا. هـ.

قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أو لذي دم موجع" قد فسره الحافظ (٦) فقال: هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حميمه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول ولو لم يفعل


(١) سورة البلد، الآية: ١٦.
(٢) قمع الحرص (ص ٢٧).
(٣) ينظر: أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (١/ ٣١٣).
(٤) أي المنذري.
(٥) أي المنذري.
(٦) المصدر السابق.