للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَا تلحفوا: أَي لَا تلحوا فِي الْمَسْأَلَة، وعن معاوية بن أبي سفيان تقدم الكلام عليه مبسوطًا رضي الله تعالى عنه، قوله: - صلى الله عليه وسلم - "لا تلحفوا في المسألة فوالله ما يسألني أحد منكم شيئًا فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره قيبارك له فيما أعطيته" الحديث تلحفوا هو بضم المثناة من فوق وبسكون اللام وكسر الحاء المهملة وبالفاء قد فسره المنذري فقال: معناه لا تلحوا في المسألة ا. هـ. والمسألة بمعنى السؤال، وقال: جار الله العلامة الإلحاف والإلحاح وهو اللزوم وأن لا يفارق إلا بشيء يعطاه من قولهم لحفني من فضل لحافة أي أعطاني من فضل ما عنده، وقال: "الإمام أبو عبد الله القرطبي (١) في كتابه قمع الحرص: الملحف هو الملح يقال: الحف وأخفى وألحّ بمعنى، واشتقاقه من اللحاف من التغطية أي أن هذا السائل يعم الناس بسؤاله فيلحفهم ذلك وقد جعل سعيد بن المسيب لزوم المسجد ألحافًا فقال: من لزم المسجد وليس له ما يقيمه فقد ألحف في السؤال يعني شغل قلوب أهل المسجد بنفسه وأضرهم إلى مواساته فكأنما ألحف في السؤال فينبغي أن يعمل ويكتسب.

واختلف العلماء في معنى قوله: لا يسألون الناس إلحافًا على قولين فقال: قوم منهم الطبري (٢) والزجاج (٣) أن المعنى لا يسألون ألبتة وهذا على أنهم


(١) قمع الحرص (ص ٤٧ - ٤٨).
(٢) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (٥/ ٥٩٠).
(٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٣٥٦).