للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العليا" (١) فقال بعضهم: يد المعطي هي يد الأخذ للمال لأنه يعطي الثواب والمدد له لا لما يأخذه من المال ثم قال: الجنيد عليه الميزان فوزن مائة درهم ثم قبض قبضة فألقاها على المائة ثم قال: احملها إليه فقلت في نفسي إنما يوزن ال [شئ ليعرف] بمقداره فكيف خلط به (شيئا آخر فصار مجهولا) وهو رجل حكيم واستحييت أن أسأله فذهبت بالصرة إلى النوري فقال: هات الميزان فوزن مائة وقال: ردها عليه وقل له إنا لا نقبل منك شيئًا وأخذ ما زاد على المائة فزاد بعجبي فسألته فقال: الجنيد رجل حكيم يريد أن يأخذ الحبل بطرفيه وزن المائة طلبًا لثواب الآخرة وطرح عليها قبضة بلا وزن لله تعالى أخذ ماله وزن [فأخذت ما كان لله تبارك وتعالى ورددت ما جعله لنفسه قال فرددتها إلى الجنيد فبكى وقال أخذ ماله ورد مالنا الله المستعان (٢).

قوله: فيبارك له فيما أعطيته علي بناء المفعول قاله: في شرح المشارق (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: في رواية مسلم "إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فمبارك له فيه"، وفي الرواية الآخرى "وإنما أنا قاسم ويعطي الله" معناه أن المعطي حقيقة هو الله تعالى ولست أن معطيًا وإنما أنا خازن على ما عندي ثم أقسم ما أمرت بقسمته على حسب ما أمرت به فالأمور كلها بمشيئة الله تعالى وتقديره والإنسان مصرف مربوب أي عبد، قاله: النووي (٤)، وقيل


(١) سبق تخريجه.
(٢) قوت القلوب (٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨)، والإحياء والكلام للغزالي (٤/ ٢١٥ - ٢١٦).
(٣) حدائق الأزهار (لوحة ٨٧/ أ)، ومبارق الأزهار (١/ ٥١٣).
(٤) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٢٩).