للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إليها وبغض من أساء إليها" (١) ولأن في قبوله من الظالم والفاسق تقليل فتنتهم وقال: - عليه السلام - "اللهم لا تجعل لفاجر عندي منة فيحبه قلبي" (٢) ولأنه إذا قبل من الظالم والفاسق دعاه قبوله إلى الدعاء لهم قال: سفيان الثوري من أخذ من ظالم ذرعًا أو مالا أو سلاحًا فغزى به في سبيل الله لعن بكل قدم يرفعه ويضعه حتى يرجع.

قال الإمام أبو عبد الله القرطبي ومثل هذا لا يقال من جهة الرأي وإنما هو توقيف وقال أيضًا: من دعا للظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصي الله عز وجل قالوا ومن حكم الفقير أن لايقبل إلا ممن يعلم حاله الكرم ولا يكون منانًا فإن آفة ذلك أعظم وأنشدوا في ذلك المعنى:

إذا تكرمت لا تمنن به أبدا ... لا خير في كرم من عند منان

قال الإمام أبو عبد الله القرطبي (٣): فهذا حكم الفقراء في أخذ النوال وقد انعكس الحال في هذه الآثار فتراهم، ومن يظن بهم العلم يلحقون وإلى الظلمة والفساق يترددون وعندهم يأكلون، ومنهم يقبلون: {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (٤) وبئس ما يتناولون: {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (٥) وهم


(١) أخرجه أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني (ص: ١٩٥) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٤/ ١٢١) مسند الشهاب القضاعي (٥٩٩) شعب الإيمان (٨٥٧٣) ضعيف الجامع الصغير وزيادته (٢٦٢٥).
(٢) أخرجه موقوفًا على ابن المبارك اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم ٢٧٥).
(٣) قمع الحرص (ص ٦٧).
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٣٦.
(٥) سورة الكهف، الآية: ١٠٤.