للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقال: هو عندي باليمين فأخذه سبحانه وتعالى عبارة عن قبول الصدقة والإثابة عليها إذا كانت من كسب طيب وقال الشاعر:

وأنزلني ذات اليمين ولم أكن ... بمنزلة الملقى شمال الأراذل

قال الخطابي (١): وإنما جرى ذكر اليمين ليدل به عَلَى حُسْنِ الْقَبُولِ، لِأَنَّ فِي عُرْفِ النَّاسِ أَنَّ أَيْمَانَهُمْ تَكُونُ مُرْصَدَةً لِمَا عَزَّ مِنَ الْأُمُورِ، وَشَمَائِلُهُمْ لِمَا هَانَ مِنْهَا ا. هـ.

وعلى هذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما - الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده والمراد من اليمين القوة والقدرة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل" وقد قيل في تربية الصدقة وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها قال: ويصح أن يكون على ظاهره وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزدها من فضله حتى تثقل في الميزان (٢).

قوله ج: "كما يربي أحدكم فلوة" الفلو ضبطه الحافظ (٣) وفسره في حديث عائشة بعد هذا الحديث فقال: بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو وهو المهر أول ما يولد ا. هـ.


= وسبق وأشرنا إلى أن المؤلف لا يثبت صفة اليد وقلنا أن مذهب أهل السنة على الإثبات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
(١) ينظر: أعلام الحديث (١/ ٧٥٤ - ٧٥٥)، ومعالم السنن (٢/ ١٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ٩٩).
(٣) ينظر: فتح الباري لابن حجر (٣/ ٣٦٤).