للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن اللّه عز وجل (١)، وقد روي عن غير واحد من أهل اليقين والمعرفة أنهم عدوا الدراهم أو وزنوها ثم تصدقوا منها فوجدوها بحالها لم تنقص، والإسناد صحيح (٢)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - صادق لكن أفهامنا تقصر عن إدراك مثلها، فنكل علمه إلى قائله عليه الصلاة والسلام وإلى باعثه جل جلاله، قاله صاحب المغيث (٣)، وذكر العلماء أيضا في نقص المال وجهين، أحدهما: معناه أن يبارك فيه وتدفع عنه المفسدات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، وهذا يدرك بالحس والعادة، والوجه الثاني: أنه وإن نقصت صورته كان في الثواب المترتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة (٤)، واللّه أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده اللّه عزًا" المظلمة بفتح الميم وكسر اللام اسم ما أخذه الظالم ظلما قوله: (فصبر) أي: العبد (عليها) أي: على تلك المظلمة ولو كان متضمنا لنوع عن المذلة (إلا زاده اللّه بها عزا) أي: عنده تعالى، كما أنه يزيد للظالم عنده ذلا بها أو يزيده اللّه بها عزا له في الدنيا معاقبة، كما يحصل للظالم ذل بها ولو بعد حين من المدة، بل ربما ينقلب الأمر ويجعل الظالم تحت ذل المظلوم جزاء وفاقا، قوله (ولا فتح عبد) أي: على نفسه (باب مسألة) أي: باب سؤال وطلب من الناس لا


(١) قاله الثوري كما في شرح السنة (١٤/ ٢٥٢ - ٢٥٣).
(٢) المجموع المغيث (٣/ ٣٤٢)، ورياض الأفهام (٣/ ٢٨٤).
(٣) المجموع المغيث (٣/ ٣٤٢ - ٣٤٣).
(٤) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٤١).