للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال أصحابنا: فلو كان بقرب الساحل بقعة لو حفرت وسيق الماء إليها ظهر فيها الملح فليست من المعادن الظاهرة لأن المقصود منها يظهر بالعمل فللإمام إقطاعها ومن حفرها وساق الماء إليها وظهر الملح ملكها كما لو أحيى مواتا والله أعلم ذكره ابن رجب في شرح الأربعين النواوية (١).

قوله: وعن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسم هذا الرجل ولا يضر ذلك فإنه صحابي والصحابة عدول رضي الله عنهم أجمعين.

قوله: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا أسمعه يقول: "المسلمون شركاء في ثلاثة في الكلأ والماء والنار" أما الكلأ الذي يشترط فيه الناس، قال الخطابي (٢): فهو الكلأ ينبت في موات الأرض ترعاه الناس ليس لأحد أن يختص به دون أحد أو يحجزه عن غيره وكان أهل الجاهلية إذا عز الرجل منهم حمي بقعة من الأرض لماشيته ترعاها يذود الناس عفا فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك وجعل الناس فيه شركاء يتعاورونه بينهم فأما الكلأ إذا نبت في أرض مملوكة لمالك بعينه فهو مال له ليس لأحد أن يشركه فيه إلا بإذنه، وأما الماء قال الأزهري: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالماء ماء السماء وماء العيون التي لا مالك لها (٣) فالمراد به هنا المياه المباحة النابعة في موضع لا يختص بأحد ولا صنع الآدميين في إنباطها وإجرائها كالفرات وجيحون والنيل وسائر أودية العالم والعيون في


(١) طرح التثريب (٦/ ١٨٥).
(٢) معالم السنن (٢/ ١٢٩)، وطرح التثريب (٦/ ١٨٥).
(٣) الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص ١٧٢)، والنهاية (٢/ ٤٦٧).