للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأخرى: "صدقتك فقد قبلت" أتي بلفظ المجهول وعبارة بعضهم على البناء للمفعول ومعناه: أتاه آت في المنام أو سمع هاتفا ملكا أو غيره أو أفتى له عالم نبيا أو غيره والله أعلم قاله الكرماني (١) وغيره.

واعلم أنه استعمل لعل في قوله لعله تارة استعمال عسى وأخرى استعمال كاد، وفيه دليل على أن الله يجزي العبد على حسب نيته في الخير لأن هذا المتصدق لما قصد بصدقته وجه الله تعالى قبلت منه ولم يضره وضعها عند من لا يستحقها وهذا في صدقة التطوع، وأما الزكاة المفروضة فلا يجزئ دفعها إلى الأغنياء وإن كان فيه اعتبار لمن تصدق عليه بأن يتحول عن الحال المذمومة إلى الحال المحمودة فيستعف السارق من سرقته والزانية من زناها والغني من إمساكه انتهى قاله الكرماني (٢)، وقال الإمام القرطبي (٣): فيه إشعار بألم قلبه إذا ظن أن صدقته لم توافق محلها وإن ذلك لم ينفعه ولذلك كرر الصدقة فلما علم الله تعالى صحة نيته تقبلها منه واعلمه بقبول صدقاته ويستفاد منه صحة الصدقة وإن لم توافق محلًّا مرضيًّا إذا حسنت نية المتصدق، فأما لو علم المتصدق أن المتصدق عليه يستعين بتلك الصدقة على معصية لحزم عليه ذك فإنه من باب التعاون على الإثم والعدوان، انتهى.


(١) في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٧/ ١٩٢).
(٢) الكواكب الدراري (٧/ ١٩٢).
(٣) المفهم (٩/ ٣٦).