للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معناه يزينون البلاد ويحببونها إليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها ونحوه، قال العلماء: وهذا الحديث من دلائل نبوته وصدقه -صلى الله عليه وسلم- فإنه أخبر بوقوع أمور ثم وقعت بعد ذلك فكان ذلك دليلا على صدقه فإنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بفتح هذه الأقاليم وأن الناس يتحملون بأهليهم إليها ويتركون المدينة وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب ووجد جميع ذلك كذلك بحمد الله وفضله، وفيه فضيلة سكنى المدينة والصبر على شدتها وضيق العيش بها (١) والله أعلم.

١٨٥٦ - وَعَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ -رضي الله عنه- قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- على قبر حَمْزَة بن عبد الْمطلب فَجعلُوا يجرونَ النمرة على وَجْهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قَدَمَيْهِ فينكشف وَجهه فَقَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- اجْعَلُوهَا على وَجهه وَاجْعَلُوا على قَدَمَيْهِ من هَذَا الشّجر قَالَ فَرفع رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- رَأسه فَإِذا أَصْحَابه يَبْكُونَ فَقَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- إِنَّه يَأْتِي على النَّاس زمَان يخرجُون إِلَى الأرياف فيصيبون مِنْهَا مطعما وملبسا ومركبا أَو قَالَ مراكب فيكتبون إِلَى أَهْليهمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا فَإِنَّكُم بِأَرْض حجاز جدوبة وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِإِسْنَاد حسن (٢).

النمرة بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم وَهِي بردة من صوف تلبسها الْأَعْرَاب.

قوله: وعن أبي أسيد الساعدي -رضي الله عنه-، أبو أسيد الساعدي بضم الهمزة


(١) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٥٩).
(٢) الطبراني في الكبير (٢٩٤٠)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٣٠١)، وإسناده حسن.