للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرجل الذي كان يخدمك قال: نعم، قال: هو هذا الخنزير فقال موسى - صلى الله عليه وسلم -: "يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله لم أصابه ذلك، فأوحى الله تعالى إليه لو دعوتني بالذي دعى به آدم فمن دونه ما أجبتك فيه ولكن أخبرك لم صنعت به هذا لأنه كان يطلب الدنيا بالدين، فالذي يطلب الدنيا بإظهار الزهد فيها فإن ذلك خداع قبيح جدًّا" (١).

لطيفة أخرى: كان أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى يعيب على من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي أكثر من قيمة العبادة يشير أي أن إظهار الزهد في الدنيا باللباس الدني إنما يصلح لمن فرغ قلبه من التعلق بها بحيث لا يتعلق قلبه بأكثر من قيمة ما لبسه في الظاهر حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا وما أحسن قول بعض العارفين وقد سئل عن الصوفي فقال: الصوفي من لبس الصوف على الصبا وسلك كريق المصطفى وذاق الهوى بعد الجفا وكانت الدنيا منه خلف القفا، ذكره ابن رجب الحنبلي (٢)، وقال كعب الأحبار: يظهر في آخر الزمان علماء يزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون ويخوفون الناس ولا يخافون وينهون عن غشيان الولاة ويأتون ويؤثرون الدنيا على الآخرة، وفي آخر الحديث: "يقربون الأغنياء دون الفقراء أولئك الجبارون أعداء الرحمن" (٣).


(١) قوت القلوب (١/ ٢٤٩).
(٢) مجموع رسائل ابن رجب (ص ٨٠).
(٣) قوت القلوب (١/ ٢٤٣).