للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكرمه سبحانه وتعالى، قال الشيخ تقي الدين: والضمان والكفالة هنا عبارة عن تحقيق هذا الموعود من الله سبحانه وتعالى، فإن الضمان والكفالة مذكوران لما تضمن وتكفل به، وتحقيق ذلك من لوازمه، وفي رواية: "انتدب الله لمن خرج في سبيله" المعنى والله أعلم: التزم الله أي أجابه إلى غفرانه يقال وندبته فانتدب أي بعثه ودعوته فأجاب، قيل: معناه سارع في الثواب وحسن الجزاء، وقيل: أجاب وقيل: تكفل والندب الحث على الشيء والرغبة فيه وهذا الضمان والكفالة والانتداب موافق لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (١) الآية، فقوله: "لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي" معناه: لا يخرجه إلا محض الإيمان والإخلاص لله تعالى.

تنبيه: في قوله "لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي" الحديث وقع في الصحيحين: "إلا جهادًا" وكذا "إيمانًا" و"تصديقًا" في جميع النسخ بالنصب وهو مفعول على أنه مفعول له، وتقديره: ولا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا الجهاد والإيمان والتصديق.

وقوله: "أو تصديق" وفي بعض النسخ "وتصديق" بالواو الواصلة وهو ظاهر.

فإن قلت: إذا كان بأو الفاصلة فمعناه إذ لابد من الأمرين الإيمان بالله والتصديق برسل الله لأن الإيمان بالله مستلزم لتصديق رسله إذ من جملة


(١) سورة التوبة، الآية: ١١١.