للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإيمان بالله الإيمان بأحكامه وأفعاله وكذا التصديق بالرسل، يستلزم الإيمان بالله وهو ظاهر، وتقديره: لا يخرج المخرج إلا الإيمان والتصديق انتهى.

قوله: "فهو ضامن إن أدخله الجنة" ذكروا في قوله "ضامن" هنا وجهين أحدهما أنه بمعنى مضمون كـ {مَاءٍ دَافِقٍ} (١) بمعنى مدفوق، و {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} و (٢) بمعنى مرضية، و {لَا عَاصِمَ} (٣) بمعنى معصوم، وفسر كاتم بمعنى مكتوم، والثاني: أنه بمعنى ذو ضمان.

قوله: "إن أدخله الجنة" فإن قلت: جميع المؤمنين يدخلهم الله الجنة، فيا وجه اختصاصهم بذلك؟ قلت: قال القاضي: يحتمل أنه يدخله الجنة عند موته، قال تعالى في الشهداء: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٤) وفي الحديث: "أرواح الشهداء في الجنة" قال: ويحتمل أن يكون المراد دخوله الجنة عند دخول السابقين والمقربين بلا حساب ولا عذاب ولا مؤاخذة بذنب، وتكون الشهادة مكفرة لذنوبه كما صرح به في الحديث الصحيح.

قوله: "أو أراجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة" ومعنى الحديث أن الله تعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيرا بكل حال فأما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وإما بأجر وغنيمة فهو


(١) سورة الطارق، الآية: ٦.
(٢) سورة القارعة، الآية: ٧.
(٣) سورة هود، الآية: ٤٣.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٦٩.