للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنة سبع وسبعين ومائة وكان عبد الله يفضل الجهاد على الانقطاع للعبادة، والفضيل يرى عكس ذلك، وهذه الأبيات ستذكر بكمالها ونذكر منها ما يتعلق بهذا الحديث:

يَا عَابِدَ الحَرَمِيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا ... لَعَلِمْتَ أنَّكَ فِي العِبَادَةِ تَلْعَبُ

رِيْحُ العَبيْرِ لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيْرُنَا ... رَهَجُ السَّنَابِكِ وَالغبارُ الأطْيَبُ

وَلَقَدْ أَتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيِّنَا ... قَوْلٌ صَحِيْحٌ صَادِقٌ لا يُكْذَبُ

لَا يَسْتَوِي وَغُبَارُ خَيْلِ اللهِ فِي ... أَنْفِ امْرِئٍ وَدُخَانُ نَارٍ تَلهبُ

هَذَا كتَابُ اللهِ يَنْطِقُ بَيْنَنَا ... لَيْسَ الشَّهِيْدُ بِمَيِّتٍ لَا يُكْذَبُ

وكان عبد الله بن المبارك فرد زمانه، وكان يقال: هو أمير المؤمنين في كل شيء، قرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء وجالس أبا حنيفة في الفقه، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَهُوَ فِي المُحَدِّثِيْنَ مِثْلُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي النَّاسِ. وقَالَ نُعَيْمُ بن حَمَّادٍ: قَالَ رَجُل لابْنِ المُبَارَكِ: قرأت القرآن البارحة في ركعة، فقال: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردد {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)} (١) إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه. أ. هـ قاله في الديباجة (٢).

قوله: "ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة" إلى قوله: "يقولون فلان عليه طابع الشهداء" والطابع بالطاء المهملة


(١) سورة التكاثر، الآية:١.
(٢) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٨/ ٣٩٧). وفي تاريخ الإسلام (٤/ ٨٨٢).